ألمان يستغلون الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء وبعض المزارعين يحققون 'دخلا من الشمس' أكثر مما تحققه مزارعهم
أبي حذرني من أن "الاشجار لا تثمر نقودا".. وكان محقا في ذلك بالطبع. لكنني اكتشفت ان النقود يمكن ان تهبط من السماء اذا كان لديك المعدات للامساك بها.
في عصر الاحتباس الحراري وارتفاع اسعار الوقود الحفري وتضاؤل الموارد الطبيعية علمت انه في المانيا وفي عدد متزايد من الدول يمكن ان تمنحك الطاقة الشمسية أكثر من مجرد الاحساس "بعمل شيء" من أجل البيئة. انها يمكن ان تمنحك تدفقا مستمرا من الدخل.
سقف المنزل تحول الى صراف الي للنقود بفضل الرسوم التي فرضتها الدولة وتلزم شركات المرافق بأن تدفع لكل من يقوم بتركيب نظام لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية مبلغا يزيد على مثلي اسعار السوق.
وترقد الالواح السوداء البالغ عددها 34 وابعادها متر في متر ونصف المتر على السطح المنحدر للسقف وهي تحصد بهدوء طاقة تكفي احتياجات منزلين وتدر دخلا سنويا يبلغ نحو 3600 يورو (5300 دولار).
بمعنى اخر .. في كل يوم يهبط ما قيمته نحو 10 يورو (15 دولارا) من الشمس (أو حتى ضوء النهار) على السقف ويتحول الى كهرباء من خلال عجائب الخلايا الكهروضوئية (توليد الكهرباء بالضوء).
والمرافق المحلية مطالبة قانونا بالشراء مني بسعر ثابت يبلغ 49 سنتا لكل كيلووات وهو دخل مضمون لمدة 20 عاما. وتمر كل امدادات الكهرباء المولدة من السقف عبر عداد الى الشبكة بمعدل مرتفع وتعود الكهرباء المستخدمة من خلال عداد اخر في الطابق السفلي بسعر السوق وهو 20 سنتا لكل كيلووات.
ويحصل صديق في لندن قام بتركيب جهاز الطاقة الشمسية على سطح منزله على سعر السوق عند 9 بنسات (13 سنتا) لكل كيلووات يغذي به الشبكة ويدفع 12 بنسا (17 سنتا) عن كل كيلووات يستخدمه من الشبكة.
وما يضايقه هو ان بريطانيا من الدول القلائل التي ليس بها نظام رسوم لتشجيع الاستثمار الخاص في التكنولوجيا الخضراء. وهو يعرف انه في المدى البعيد سيكون لما فعله عائده لانه اضاف قيمة الى منزله وأنقذه من ارتفاع الاسعار الذي تفرضه شركات الكهرباء.
غير انه يجب الا يشعر أحد بأي شفقة على شركات المرافق التي تدفع رسوما أعلى لانها تنقل التكاليف التي تبلغ نحو مليار يورو سنويا في المانيا الى زبائنها.
وهكذا فان الذين ليس لديهم الواح شمسية يدعمون الذين لديهم هذه الالواح. ولست واثقا ان كان هذا ينطوي على عدل. لكنه القانون. وتبنت نحو 47 دولة من بينها اسبانيا واليونان والبرتغال وفرنسا وايطاليا قوانين صيغت على نمط "قانون الطاقة المتجددة" الذي صدر في المانيا عام 2000.
وربما لم يكن الحل السحري الذي يتطلع اليه العالم لحل مشكلة تغير المناخ لكن وفرة الطاقة الشمسية يعني ان الخلايا الكهروضوئية تعطي نتائج سريعة في خفض انبعاثات ثاني اكسيد الكربون.
ويوجد في المانيا الان أكثر من 300 الف جهاز لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية ويتوقع ان يرتفع هذا العدد الى ثلاثة امثاله بحلول عام 2013 . وقال وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير انه سيضع نظاما لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية فوق سطح منزله.
ورغم ان المانيا تغطيها الغيوم في الغالب الا ان قانون الطاقة المتجددة ساعد هذا البلد الذي يقع في شمال اوروبا على ان يصبح البلد الرائد في العالم في توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية والتخلص من عشرة ملايين طن من ثاني اكسيد الكربون كل عام.
وتحقق بعض المزارع في المانيا مزيدا من الدخل ببيع الكهرباء التي تجمعها من الالواح الشمسية أكثر من الدخل الذي تحققه من المحاصيل أو من الماشية. وتحصل المانيا على ثلاثة في المئة من احتياجاتها من الكهرباء من الطاقة الشمسية.
وبلغ اجمالي الكهرباء التي تم الحصول عليها من الطاقة الشمسية في انحاء العالم 6000 جيجاوات (أكثر من 3000 جيجاوات من المانيا) في نهاية عام 2006 ومن المتوقع ان ترتفع الى 9000 جيجاوات هذا العام. وفي المانيا يتوقع البعض توليد 100 الف جيجاوات من الطاقة الشمسية خلال عشر سنوات.