لا تهدأ عاصفة الجدل التى أثارها مشهد السحاق الذى يجمع بين الفنانتين المصريتين سمية الخشاب وغادة عبدالرازق فى فيلم "حين ميسرة" الا لكى تهب من جديد بشكل أكثر عنفا.
ويبدو أن العاصفة وصلت الى ذروتها خلال الأيام القليلة الماضية بعد أن دخل رجال الدين على خط المواجهة مطالبين بتحويل سمية الخشاب وغادة عبدالرازق اضافة الى مخرج الفيلم خالد يوسف للنيابة العامة بتهمة الإساءة إلى المعتقدات والقيم والآداب في المجتمع المصري .
حملة الهجوم على الفيلم التى كانت قد بدأت حتى قبل عرضه بعد أن تسربت على شبكة الانترنت مجموعة من المشاهد، وكان من بينها مشهد السحاق الذى يجمع بين سمة الخشاب وغادة عبدالرازق
.
ووصف الداعية الاسلامى الدكتور عبد الصبور شاهين سمية الخشاب وغادة عبد الرازق "بأنهما امرأتان مفضوحتان !"، وأضاف أنه " لا يمكن أن نتصور أن السحاق وصل فى بلدنا إلى هذا الحد، وأتمنى أن يحال الأمر إلى النيابة العامة وأن يتم التحقيق مع هاتين الممثلتين لنشرهما هذه الدعوة للشذوذ والسحاق، والمهم في الأمر أن ما حدث هو دعوة للتخريب الأخلاقي، والأزهر ينبغي أن يكون له موقف في هذه الكارثة الأخلاقية".
وأشار شاهين إلى أن مثل هذه الأعمال تأتي في نطاق مخطط تخريبي لتدمير المجتمع المصري بأصابع أمريكية صهيونية، وطالب بتحويل المؤلف ناصر عبد الرحمن والمخرج خالد يوسف وكل المشاركين في العمل إلى النيابة العامة للتحقيق معهم بل وتحويلهم للمحاكمة تمهيدا لحبسهم، دون النظر إلى مبرراتهم وحججهم الواهية.
ودعا شاهين الأزهر الشريف إلى مراقبة الإبداع والفن، وقال "يجب على الأزهر أن يتحرك ويراقب كل وسائل الإعلام ويقوم بكتابة التقارير، وهذا عمله الآن ودوره الذي تخلف كثيرا عنه مبتعدا عن حماية الأخلاق والدين والقيم والمثل".
وكان علي عطوة -عضو مجلس الشعب المصرى- (البرلمان) قد شن هجوما حادا في مداخلة تليفونية أثناء استضافة سمية الخشاب في إحدى القنوات الفضائية مؤخرا واتهم النائب الفيلم بأنه يسعى للإساءة لسمعة مصر، وأن العالم كله يعاني من مشكلة السحاق ولكن لا أحد يطرحها علنا.
وفي الحلقة نفسها، قال النائب البرلماني محسن راضي -الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين- "إن استغراق الفيلم في وصف بعض الظواهر الشاذة يزيد من الأزمة، وإن وصف المجتمع دون الحفاظ على القيم يجعلنا نخجل كعائلات من الذهاب لمشاهدة بعض الأفلام السينمائية".
المشهد المثير للجدل تجسد فيه الفنانة غادة عبد الرازق شخصية الشاذة جنسيا التي تخترق بنظراتها جسد "ناهد" سمية الخشاب، ويصل الأمر إلى ملامسة جسدها بشكل مثير لم يعتد الجمهور المصري على رؤيته في السينما !
وكانت سمية الخشاب قد دافعت عن دورها فى الفيلم ورفضت سمية تصنيفها كممثلة إغراء، قائلة "أرفض تقديم المشاهد التي لا أقتنع بها عندما لا تكون مرتبطة بطبيعة الشخصية التي أجسدها، أما مشاهد الرقص في حين ميسرة فكانت موظفة دراميا، تماما كشخصية فتاة الليل التي قدمتها في فيلم راندفو".
وأوضحت سمية أن "الفيلم يتعرض للمهمشين اجتماعيا واقتصاديا وهم سكان العشوائيات، وهي قضية خطيرة تؤدي إلى خلق مزيد من المشاكل المعقدة التي يصعب حلها تحت ضغط الظروف الاقتصادية، ومنها إنجاب أطفال قد لا يعرف أحد آباءهم، ويتحولون مع الزمن إلى أطفال شوارع لا تختلف حياتهم عن حياة القطط الضالة التي تبحث عن طعامها في القمامة".